التأثير على الزراعة والتنوع البيولوجي

عندما تندلع الحروب، غالبًا ما يتم تجاهل التأثيرات البيئية، لكن آثارها الطويلة المدى تكون دائما كارثية. في لبنان، تعاني الزراعة، التي تُعَدّ مصدراً اقتصادياً ومعيشياً أساسياً، من أضرار من الصعب إصلاحها.

هذه الحرب التي لا تقتصر على تدمير البنى التحتية، بل تؤثر أيضًا على الأرض والمياه والنظم البيئية التي تغذي السكان. الأراضي الزراعية ملوثة، موارد المياه ملوثة، والتنوع البيولوجي الضروري لخصوبة التربة مهدد.

في هذا القسم، استكشفوا كيف أن القصف في لبنان يضعف الزراعة، ويزيد من التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي، ويهدد قدرة البلاد على التعافي من الأزمات البيئية المتزايدة.

green plant
green plant

الأمن الغذائي في خطر

تدمر الحرب الأراضي الزراعية وتدمر البنى التحتية الأساسية، مما يهدد وصول الطعام إلى الكثير من المناطق ولا سيما المناطق التي ضعف إنتاجها بسبب التغير المناخي. مع تدمير الأراضي القابلة للزراعة، يزداد انعدام الأمن الغذائي وتنهار قدرة هذه المناطق على مواجهة الجفاف والحرارة الشديدة، مما يزيد من مخاطر الأمن الغذائي على المدى الطويل.

التربة الملوثة، الأراضي غير الصالحة للاستخدام

تلوث المعادن الثقيلة والسموم التي خلفتها النزاعات — مثل الرصاص، اليورانيوم المنضب وبقية بقايا الحرب — التربة لعقود، مما يجعل الزراعة مستحيلة على تلك الأراضي. كما أن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تحول الحقول إلى مناطق خطرة، مما يحد بشكل كبير من الإنتاج الزراعي ويسرع من تدهور التربة.

النظم البيئية والتنوع البيولوجي في خطر

الحرب لا تدمر فقط المواطن الطبيعية من خلال إزالة الغابات وتجفيف المناطق الرطبة، بل تتسبب أيضًا في فقدان هائل للتنوع البيولوجي. تحركات المركبات العسكرية، الانفجارات وتطوير البنى التحتية تعطل النظم البيئية، مهددة المناطق ذات التنوع البيولوجي الكبير والأنواع المحلية. في مواجهة هذا الفوضى، تقترب الأنواع التي كانت بالفعل عرضة للخطر — التي تم إزاحتها بسبب الضوضاء، والاضطرابات، والتلوث — من الانقراض، مما يسرع من تدهور التنوع البيولوجي.